قصة مفقود :
يوم الاثنين في 24-12-2012 عاد زياد سلمون من ركن الدّين حيث كان بصحبة معلّمه في العمل إلى بيته في جوبر. في السّاعة الخامسة عصراً اتّصلت به أخته لتطمئنّ عليه، تأخّر قليلاً بالرّدّ. وحين ردّ عليها سألته: "أين أنت؟" فأجابها: "في العبّاسيّين، أنتظر الميكرو الباص". لكنّ أخته لاحظت صدى في صوته، فقالت له: "أنت لست في الشّارع فهناك صدى في صوتك"، فأجابها: "أغلقي الهاتف. بعد قليل أتّصل بك، وأقول لك كلّ شيء". ولكنّه لم يتّصل، فاتّصلت به بعد نصف ساعة وكان الهاتف خارج التّغطية. بعد ذلك لم يعد إلى البيت. فخرجت أمّه وأخته تبحثان عنه، فسألتا عناصر حاجز عارفة في أوّل جوبر من جهة العبّاسيّين، فأنكر الضّابط علمه بشيء، ولكنّ أحد العناصر أشفق عليهما، فاقترب منهما، فسألهما إذا كانت هويّة من يبحثون عنه مكسورة، ويحمل ضبطاً بدلاً عنها، فأجابتاه بالإيجاب، وقبل أن يسترسل بالحديث معهما صرخ به الضّابط أن يعود إلى مكانه. ومنذ ذلك الحين بدأ البحث عنه في فرع الجوّيّة وسواه وكلّهم أنكروا وجودهم عندهم.
وفي يوم الخميس 3-1-2013 ذهب أبواه إلى الجنائيّة فأروهم صورة لشاب غطّى الدّم نصف وجهه، كما كان هناك كدمة على إحدى عينيه، فتعرّفا على ابنهما، وقيل لهما إنّهم وجدوا جثّته مرميّة في جوبر، ولأنّه لم يسأل أحد عنه فقد دفنوه في نجها. أي أنّ أهل الشهيد لم يستلموا جثّته. لكنّ ضبط الشّرطة يقول إنّه مقيّد اليدين ومصاب بطلق ناريّ في رأسه.
الشّهيد زياد بن محمّد ديب سلمون من مواليد 1996 وهو من مدينة حمص، ومن سكّان زملكا. ولكن أثناء الأحداث نزح مع أهله إلى جوبر. وهناك كان يسكن منذ حوالي عام وثلاثة أشهر إلى يوم رحيله.
كان من أطيب النّاس وأكثرهم لهفة على الجميع. لم يكن له نشاطات إجتماعيّة تُذكر، فهو لم يكن يفعل أكثر من ذهابه إلى العمل والعودة منه، أي كما يقولون "من البيت إلى الشّغل ومن الشّغل إلى البيت". وفي بيته المتواضع كان يضع نفسه في خدمة عائلته، وخاصّة عمّته المقعدة الّتي كان يرعاها بمساعدة أخته الصّبيّة ووالديه.
أثناء نزوح أهالي حمص إلى ريف دمشق ساهم في إسكان الكثير من العائلات الحمصيّة بالتّنسيق مع القائمين على هذا الأمر في مدينة زملكا. كما شارك في المظاهرات السّلميّة في جوبر.
وردة من ورود حمص قُطفت في دمشق على أيدي من لا يعرفون اللّه وليس لهم علاقة بالإنسانيّة لا من قريب ولا من بعيد.
رحم اللّه شهيدنا زياد سلمون وأسكنه فسيح جنانه ....
====================================
يوم الاثنين في 24-12-2012 عاد زياد سلمون من ركن الدّين حيث كان بصحبة معلّمه في العمل إلى بيته في جوبر. في السّاعة الخامسة عصراً اتّصلت به أخته لتطمئنّ عليه، تأخّر قليلاً بالرّدّ. وحين ردّ عليها سألته: "أين أنت؟" فأجابها: "في العبّاسيّين، أنتظر الميكرو الباص". لكنّ أخته لاحظت صدى في صوته، فقالت له: "أنت لست في الشّارع فهناك صدى في صوتك"، فأجابها: "أغلقي الهاتف. بعد قليل أتّصل بك، وأقول لك كلّ شيء". ولكنّه لم يتّصل، فاتّصلت به بعد نصف ساعة وكان الهاتف خارج التّغطية. بعد ذلك لم يعد إلى البيت. فخرجت أمّه وأخته تبحثان عنه، فسألتا عناصر حاجز عارفة في أوّل جوبر من جهة العبّاسيّين، فأنكر الضّابط علمه بشيء، ولكنّ أحد العناصر أشفق عليهما، فاقترب منهما، فسألهما إذا كانت هويّة من يبحثون عنه مكسورة، ويحمل ضبطاً بدلاً عنها، فأجابتاه بالإيجاب، وقبل أن يسترسل بالحديث معهما صرخ به الضّابط أن يعود إلى مكانه. ومنذ ذلك الحين بدأ البحث عنه في فرع الجوّيّة وسواه وكلّهم أنكروا وجودهم عندهم.
وفي يوم الخميس 3-1-2013 ذهب أبواه إلى الجنائيّة فأروهم صورة لشاب غطّى الدّم نصف وجهه، كما كان هناك كدمة على إحدى عينيه، فتعرّفا على ابنهما، وقيل لهما إنّهم وجدوا جثّته مرميّة في جوبر، ولأنّه لم يسأل أحد عنه فقد دفنوه في نجها. أي أنّ أهل الشهيد لم يستلموا جثّته. لكنّ ضبط الشّرطة يقول إنّه مقيّد اليدين ومصاب بطلق ناريّ في رأسه.
الشّهيد زياد بن محمّد ديب سلمون من مواليد 1996 وهو من مدينة حمص، ومن سكّان زملكا. ولكن أثناء الأحداث نزح مع أهله إلى جوبر. وهناك كان يسكن منذ حوالي عام وثلاثة أشهر إلى يوم رحيله.
كان من أطيب النّاس وأكثرهم لهفة على الجميع. لم يكن له نشاطات إجتماعيّة تُذكر، فهو لم يكن يفعل أكثر من ذهابه إلى العمل والعودة منه، أي كما يقولون "من البيت إلى الشّغل ومن الشّغل إلى البيت". وفي بيته المتواضع كان يضع نفسه في خدمة عائلته، وخاصّة عمّته المقعدة الّتي كان يرعاها بمساعدة أخته الصّبيّة ووالديه.
أثناء نزوح أهالي حمص إلى ريف دمشق ساهم في إسكان الكثير من العائلات الحمصيّة بالتّنسيق مع القائمين على هذا الأمر في مدينة زملكا. كما شارك في المظاهرات السّلميّة في جوبر.
وردة من ورود حمص قُطفت في دمشق على أيدي من لا يعرفون اللّه وليس لهم علاقة بالإنسانيّة لا من قريب ولا من بعيد.
رحم اللّه شهيدنا زياد سلمون وأسكنه فسيح جنانه ....
====================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق